انها اليقظة

انها اليقظة

جلس توبة بن الصمة – و هو أحد التابعين – يوم أن أتم الستين من عمره , فأخذ يحسب أيام عمره , فودها تزيد على واحد و عشرين ألف يوم , فصرخ قائلا : يا ويلاه ....يا ويلاه ... ألقى ربي بواحد و عشرين ألف ذنب , كيف و في كل يوم آلاف الذنوب ؟؟ . ثم سقط .. فحركوه فإذا به قد مات من شدة الفزع .
فما الذي دفع هذا الرجل أن يجلس يعد أيام عمره , ثم يجعل لكل يوم ذنبا و بعدها لكل يوم آلاف الذنوب ؟؟ إنها محاسبة النفس , أو إن شئت فقل : إنها اليقظة .
أخي ... أختي ... إننا نحتاج أن نتوب عن ذنوب كثيرة .. نحتاج أن نتوب عن تلك النعم التي تغمرنا و تتنزل علينا من ربنا و لم نشكره عليها ... أليس عدم شكر النعمة يحتاج إلى توبة ؟؟.
إننا نحتاج إن نتوب عن غفلتنا , فأن تلك الغفلة أخطر كثيرا من كثير من الذنوب , فأن من يقترف المعاصي يمكن أن يتركها , و من يأتي الكبائر ربما يقلع عنها ... أما ذلك الغافل فهو تائه لاه عن ربه الذي قال : { و ما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدون }
أتدري ماذا يقول ربنا عنا ؟؟ و كيف ينادينا ؟؟
يقول جل جلاله :{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم * و أنيبوا إلى ربكم و أسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون } - سورة الزمر الآية 53, 54 -
اللهم لا تحرمنا رؤية وجهك الكريم و لا رؤية أحبابنا في الجنة يا رحيم ...