المدير العام Admin
عدد المساهمات : 213 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2013 الموقع : منتديات ضياء الجزائر
| موضوع: سنين العطاء لدى العظماء الجمعة يونيو 14, 2013 12:12 pm | |
| ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله، ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده، وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين.. سورة الأحقاف- الاية رقم 14.
الحقيقة أن العمر الزمني للإنسان ليس مقياساً موحداً أو وحيداً للعطاء والإنجاز فهنالك الكثيرون من شباب الصحابة والعلماء، ملأوا الدنيا علماً وفضلاً وهم في سنين الشباب الأولى. فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما أسلم كان عمره 13 سنة أو ما يقرب منها، وكان من عظماء المجاهدين والمقاتلين في الحروب الإسلامية وفي ليلة الهجرة النبوية المباركة بات في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليوهم الكفار المتربصين بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه عند خروجه من بيته بأنه ما زال موجوداً. وهذا أسامة بن زيد رضي الله عنه ولاه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش المسلمين لحرب الروم، وكان عمره ثمانية عشر عاماً. والإمام النووي رحمه الله تعالى ملأ الدنيا علماً وفضلاً وألف العديد من الكتب الموسوعية في الفقه والحديث وتوفي ولم يتجاوز عمره الخامسة والأربعين. وهناك أمثلة أخرى للعطاء العظيم والإنجاز الوفير المبارك لأناس بلغوا سناً متقدمة، يسميها الناس حاليا سن التقاعد أو اليأس، ويكفي للدلالة على الهمة العالية التي لا تتعلق بسن بل تزداد مع تقدم السن. أن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث رسولا في الأربعين من عمره وبقى في مكة ثلاثة عشر عاماً يدعو إلى الله ويحتمل الشدائد وتعسف أهل مكة حتى أمر بالهجرة إلى المدينة وعاش فيها عشرة أعوام كانت تكملة لنزول القرآن الكريم ونشر الدين وإقرار الجهاد، والأحكام التفصيلية للفقه والشريعة الإسلامية وإقامة دعائم الدولة الإسلامية بكل ما تحمله من خصائص دستورية وحضارية، وتوفي صلى الله عليه وسلم وعمره 63 عاما وكان في قمة القوة وأوج العطاء والعزة العالية. والسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها تزوجت من النبي صلى الله عليه وسلم وعمرها أربعون عاماً، وكان سيدة الفضل والحجى والكمال، وولدت له البنين والبنات. وكذلك الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم أبو بكر وعمر وعثمان، كلهم كانوا كباراً في السن وكانوا كباراً في العزيمة والإنجاز والقيام بمهام الخلافة الراشدة على أكمل وجه. وهكذا فإن السن سواء أكانت متقدمة أم متأخرة، إنما هي وعاء لشخصية الإنسان وإنجازاته، ومجال للتحرك والسعي والعمل، ونحن لا ننكر خصائص الشيخوخة والضعف المرافق لها، ولكننا نقول إن عظماء الرجال والنساء يبارك الله لهم في أعمارهم بمقدار إخلاصهم وخصالهم العديدة. | |
|